صفقة استخواذ “الدخيلة” على “أبوهشيمة” تعيد رسم خريطة صناعة الصلب فى مصر

تقرير- صلاح السعدنى

تبقى صناعة الصلب المحلية واحدة من أهم الصناعات المصرية على الإطلاق سواء من ناحية معدلات النمو، أو أعداد العمالة، أو التكنولوجيا المستخدمة، أو القيمة المضافة والمنافع الكبيرة التى تحققها للعديد من الصناعات الأخرى خاصة  فى قطاع التشييد والبناء، وصناعة السيارات والسلع المعمرة وغيرها.

 

خلال العشرون عاما الأخيره تطورت صناعة الصلب المحلية تطورا مزهلا وأصبح لدينا مصانع متكامله وشبه متكامله تعمل بأحدث تكنولوجيا عالميه، وتنتج منتجات مطابقه لأعلى المواصفات الأوروبيه بالإضافة إلى مصانع الدرفله، وأصبحت المصانع قادره ومؤهلة على إنتاج أكثر من 15 مليون طن سنويا رغم أن الإنتاج الفعلى لا يتعدى 8 ملايين طن لأن الإستهلاك لا يتجاوز فى العام الحالى نحو 7.8 مليون طن ليصبح الإنتاج المحلى يكفى حاجة السوق بعد أن كانت مصر مرتعا لمنتجات الصلب خاصة حديد التسليح المستورد من كل فج عميق سواء من تركيا أو الصين أو أوكرانيا أو سابك.

 

وبعيدا عن إنتاج حديد التسليح، أصبحت مصر ماردا كبيرا فى إنتاج المسطحات وتعد مجموعة عز، وقنديل أهم منتجي  المسطحات فى مصر ويصنف المارد المصرى مجموعة عز كواحده من أهم 5 منتجين للمسطحات على مستوى العالم وليس مصر أو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، وإنتاج عز من المسطحات وصل إلى 2.4 مليون طن مع  إن السوق المحلى يستهلك من 800 ألف طن إلى مليون طن، وهو الأمر الذى دفع مجموعة عز إلى التصدير بكميات هائله، وبلغت قيمة الصادرات نحو 1.1 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالى تقريبا، ولعبت صادرات المسطحات دورا بارزا فى الأرباح التى حققتها مجموعة عز خلال العام المالى الحالى.

 

توسعات وإستحواذات**

بإستقراء واقع  صناعة الصلب المحلية نجدها لا تتوقف عن التطوير والتوسع الإبتكار فى كل مراحل الصناعه وفى غالبية المصانع خاصة المتكامله وشبه المتكامله وأخص بالذكر مجموعة عز، السويس للصلب، مجموعة بشاى، المراكبى، حديد المصريين، العشرى، الجارحى وغيرها، وأجرت بعض المصانع عمليات إستحواذ على مصانع  أخرى كان أبرزها التى جرت مؤخرا وهى إستحواذ أيمن العشرى على آركو ستيل بمدينة السادات التى يمتلك الحصه الأكبر فيها البنك الأهلى وبالطبع قامت بعض البنوك بتمويل الصفقه التى يتكتم على قيمتها السوقيه.

 

أما الصفقه التى شغلت الوسط الإقتصادى فهى صفقة إستحواذ عز الدخيله على حصة أحمد أبوهشيمه فى حديد المصريين التى لا تتجاوز 18% وهى الحصه التى آلت إليه عقب تخارج مجموعة آل سحيم، وبعيدا عن قيمة الصفقه سيظل السؤال الذى يتردد لفتره طويله، لماذا أقدم رجل الصناعه أحمد عز على إتمام تلك الصفقه وهو السؤال الذى لم يجب عليه أحد  إلى الآن وأحاول مجتهدا أن أجيب عليه فى السطور التاليه، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر..

 

من 5 أو 6 سنوات تقريبا كانت الحصه السوقيه لمجموعة عز فى السوق المحلى تصل لأكثر من 55%, ثم تراجعت إلى 44% والعام الماضى واصلت الحصه السوقيه لمجموعة عز فى التراجع ووصلت إلى 34% تقريبا نظرا لمتغيرات كبيره طرأت على السوق والصناعه بشكل عام كانت أكبر بكثير من أن يواجهها أحمد عز منها زيادة الحصة السوقيه لمجموعة السويس للصلب، وحديد المصريين إلى 17% لكلا منهما، وعندما جاءت الفرصه لأحمد عز ليرفع حصته السوقيه ويستعيدها مره أخرى قرر شراء حصة أبو هشيمة فى حديد المصريين ليواصل جلوسه على قمة صناعة الصلب فى مصر ويأتى خلقه كبار اللاعبون فى السوق وهم السويس وحديد المصريين ومجموعة بشاى ثم مجموعة المراكبى، ثم مجموعة العشرى بعد انضمام آركو ستيل، ثم تأتى بعد ذلك مجموعه كبيره من مصانع الدرفله والتى يجب عليها أن  تنهض بنفسها وتحقق معدلات نمو حتى تستطيع البقاء.