رئيس لجنة الخطة والموازنة بـ”النواب”: أزمة الدولار مشكلة عالمية وليست مصرية

كتب - صلاح السعدنى

أكد الدكتور فخرى الفقى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والمستشار الاقتصادى لرئيس الجمهورية، أن الاقتصاد المصرى يقف على قواعد صلبة، وأن أزمة الدولار وندرة النقد الأجنبى، هى مشكلة عالمية وليست مصرية فقط, حيث تسببت فيها عوامل متعددة منها وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، التي زادت الأزمة اشتعالاً.

وأضاف الفقى، فى لقاء بالاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، برئاسة الدكتور محرم هلال، أن تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة فى الأسكندرية جعلت الدولار يتراجع ما بين جنيهين ونصف إلى أربعة جنيهات، موضحاً أن هذه التصريحات مطمئنةٌ للمواطن، وفيها رسائل لصندوق النقد الدولى ، حيث أكد الرئيس أنه لا يمكن عمل تعويم آخر للجنيه، أو تغيير للفائدة؛ لأن المواطن لن يتحمل مزيداً من الغلاء، وهذ أمن قومى لاتهاون فيه .

وأوضح الفقى، أن هناك خمسة منافذ للعملة الصعبة، أولها الصادرات البترولية وغير البترولية ، بما فيها الغاز ، ثم تحويلات المصريين فى الخارج ، وقد بدأت تتأثر حالياً وتتراجع ، ويُتوقع أن تصل إلى 34 مليار دولار ، بنهاية يونيو الجارى ، بينما لم تتجاوز فى العام  الماضي 32,5 مليار دولار ، أما المنفذ أو المورد الثالث ، فهو السياحة ، وهى تسير بشكلٍ طيبٍ   وقد تأتي بنحو 14 مليار دولار ، ولكنها لا تدخل إلى خزينة الدولة ، أو البنك المركزى مباشرة ، بل تكون فى حوزة الشركات السياحية ، ويمكن أن تتنازل شركات السياحة عن 25 % من حصيلتها الدولارية للبنوك ، فهى تضطر لدفع مرتبات العاملين والموظفين ، وبالتالى تستبدل الدولار ، أو تضعه كودائع ، وتشترى مستلزماتها الفندقية والمحلية ، من السوق المصرى ، وبالتالى تستبدل الدولار بالجنيه.

أما المورد الرابع ، فهو قناة السويس وإيراداتها ، وهى تدخل مباشرة لخزينة الدولة ، والبنك المركزى ، ثم هناك ما يسمى بالاستثمارت المباشرة وغير المباشرة، وقد أُعطيت بالفعل مزايا متعددة للمستثمرين .

وحول برامج  تعامل مصر مع صندوق النقد الدولى ، قال الفقى إنها جميعاً برامج ناجحة ، وانتهت بسلام ، وكان آخرها برنامج عام 2016 ، لكن البرنامج الحالى يواجه تحدياً ،  وهو الإصلاح الهيكلى ، وليس الإصلاح المالى ، فالإصلاح المالى بالنسبة لنا سهل ونعرف إدارته جيداً ، لكن الإصلاح الهيكلى الذى يريده الصندوق ، وهو أن يقود القطاع الخاص الاقتصاد المصرى ، فهو صعب جداً ،  ويحتاج لسنوات ، لأن الدولة هى من تتحمل العبء الأكبر فى الاقتصاد الوطنى ، حتى  الغلاء ، فإن المواطن لايعاتب القطاع الخاص عليه ، ولكنه يوجه أصابع الاتهام واللوم ، إلى الحكومة مباشرة .

وتطرق الفقى الى أن الاقتصاد المصرى ، ذو أساس متين ، وليس هشاً ، وهو ما يتحدث عنه صندوق النقد الدولى ، فنحن لدينا بنية تحتية ممتازة وننفق نحو 99 مليار جنيه على البحث العلمى ، ولدينا شبكات طرق ومواصلات على أعلى مستوى ، وجامعات تُفتح كل يوم ، وننفق حسب الاستحقاق  الدستورى من  3%  الى 4% من الموازنة على الصحة ، ولدينا قطاع خدمى كبير ، ونحن جادون  فى أعمال التشييد والبناء والإسكان ، بكل أنواعه ، ولدينا حياة كريمة ، و قطاعات الزراعة والصناعة  ممتازة .

ونبه الفقى إلى أن أزمة الدولار والنقد الاجنبى لن تستمر وستنتهى, خاصة وأن التأكيد جاء من الدولة ، أنه لا مزيد من التعويم ، وبالتالى ننبه أن من لديه دولارات ، يجب ألا يحتفظ بها ،  لان السعر لن يزداد مجدداً , برغم وجود السوق السوداء ، ولا يمكن للمركزى تحمل المزيد ، لأن المركزى ، يرفض تماماً التضخم وهو تحدٍ  بالنسبة له.

وكشف الفقى عن قيام وزيرة الهجرة بعد تواصله معها ، بحث المصريين فى الخارج على التدخل ، وقاموا بمبادرة جمع مليار دولار، لضخها فى السوق المصرى ، وتمنى الفقى لو أن المصريين فى الخارج ، يشترون المصرف المتحد المعرض كله للبيع لمستثمر أجنبى، وكذلك حصة 20% فى  بنك الاسكندرية.

وكشف فخري الفقى عن  المفاوضات مع صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ، الذى نصح باللجوء للشركاء الرئيسيين والإقليميين , وهم أشقاؤنا الخليجيون ،  والذين قالوا إن لهم وديعة 30 مليار دولار ، فى البنك المركزى المصرى ،  وعرضنا عليهم تجديد الودائع والفوائد .

كما اتفقنا مع البنك الدولى على حصة 3% للدعم ، ثم اللجوء لبنوك نحن اشتركنا فى تأسيسها ، ولنا حصص فيها ، وهى البنك الأسيوى وبنك التنمية الإفريقى  ، ويأتى بعدها البنك الأوروبى للتنمية والإعمار  ، مع تحقيق نسبة نمو تصل الى 4،5 % أى ضعف نسبة الزيادة السكانية  ، وكلها مؤشرات على بداية تراجع وتهاوى الدولار .

ومن جانبه ،  أكد الدكتور محرم هلال ، رئيس اتحاد المستثمرين ، وعضو المجلس الأعلي للاستثمار ، علي النجاح الكبير  ، الذي حققته القيادة السياسية والحكومة ، داعياً  إلي المزيد من المساندة للدولة المصرية ، و إعلاء  المصلحة العليا للوطن ، والوقوف خلف القيادة الوطنية المسئولة للسيد الرئيس ، ليس بالعاطفة فقط ، وإنما بالمشاركة ، لتحقيق أهداف مصر ، وبث روح التفاؤل والثقة ، والعمل بروح الفريق الواحد ، وإيثار الوطن عما سواه ، والتحلي بالصبر حتى المرور من هذه المرحلة المهمة من تاريخه .

كما  كشف هلال عن لقاءٍ يُعقد خلال أيامٍ ،  مع رئيس مجلس الوزراء ، الدكتور مصطفي مدبولي ، بحضور رئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع ، وعضو مجلس إدارة  الاتحاد ، سامي سليمان ، وذلك لمناقشة مشكلات السياحة ، بتلك المنطقة ، والتي تم إثارتها خلال الاجتماع الأخير ، الذي عقده رئيس الوزراء ،  مع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد .