النساجون الشرقيون بين مطرقة الإغراق التركى واتهامات الشركات المغربية
تقرير- صلاح السعدنى |
لم يكن طريق النساجون الشرقيون مفروشا بالورود وهى تزدهر وتنمو رويداً رويدا على أكتاف واحداً من رجال الصناعه الذين قد لا يتكررون فى الزمن مرتين وهو محمد فريد خميس مؤسس هذا الصرح الصناعي الضخم والذى كان بمثابة إقتصاد وطنى يسير على قدمين .. إستطاع هذا الرجل أن يجعل من النساجون الشرقيون للسجاد وأغطية الارضيات قلعة صناعية عملاقة تنطلق من مصر لتصبح أكبر منتج ومصدر للسجاد فى العالم وهو الأمر الذى أزعج كثيرا الشركات الأجنبيه المنافسه لها.
** الإغراق التركى
بعد أن تبؤت مجموعة النساجون المركز ألاول على مستوى العالم فى الانتاج والتصدير وبعد أن وصلت صادراتها لأكثر من 120 دوله حول العالم ، ويكفى أن تشاهد الإقبال الهائل من المتعاملين الأجانب فى قطاع السجاد سواء تجار أو مستوردين أم وكلاء على جناحها الضخم فى أكبر معرض للسجاد فى العالم وهو معرض دومتيكس والذى يقام سنويا بمدينة هانوفر الألمانيه لتدرك المكانه العالميه الرفيعه التى وصلت إليها صناعه السجاد المصريه الضخمه التى يفتخر بها كل مصرى بفضل مجموعة النساجون الشرقيون.
وصول النساجون إلى المركز الأول عالميا فى الإنتاج والتصدير لم يرض كثيرون من منافسيها والذين بدأوا فى الإستعانه ببعض الموزعين المحليين من خلال منحهم حوافز وتسهيلات فى الأسعار والكميات لإغراق السوق المحلى فى مصر وإحداث تأثيرات سلبيه على مبيعات النساجون الشرقيون الآخذه فى النمو بمعدلات سوقيه غير مسبوقه.
إستغلت الشركات التركيه إتفاقية التجاره الحره الموقعه بين البلدين وقاموا بإغراق السوق المحلى بمنتجات السجاد التركى ويكفيك أن تذهب إلى منطقة الأزهر لترى الكم الهائل من السجاد التركى الذى يباع بأسعار مغرقه ومنافسه غير عادله تسببت فى إلحاق خسائر كبيره بمجموعة النساجون الشرقيون.
تؤكد الاحصائيات الصادرة عن مصلحة الجمارك المصرية ان نسبة واردات تركيا من السجاد مقارنةً بباقى دول العالم سجلت عام 2016 نحو 67% , ارتفعت عام 2017 إلى 72 % ثم إلى 85% عامة 2018, و 2019.
وبلغت قيمة الواردات التركية فى السوق المصرى عام 2016 نحو 37 مليون دولار ، وعام 2017 نحو 34 مليون دولار ، وعام 2018 نحو 75 مليون دولار ، وعام 2019 نحو 92 مليون دولار، أما الواردات من بقية دول العالم للسوق المصرى فقد سجلت نحو 12 مليون دولار عام 2016 ، ثم 13 مليون دولار عام201 , و2018 , ثم 16 مليون دولار عام 2019 لتكون قيمة الإجمالي العام لواردات السجاد للسوق المصرى طبقًا لإحصائيات مصلحة الجمارك نحو 49 مليون دولار عام ، ونحو 47 مليون دولار عام 2017 ، و 88مليون دولار عام 2018 , و108 مليون دولار عام 2019.
وأمام هذا الإغراق وهذه الممارسات التجاريه الضاره بالمنافسه والتى جرمتها قوانين وتشريعات منظمة التجاره العالميه W.T.O لم تجد النساجون مفراً امامها سوى اللجوء إلى جهاز مكافحة الدعم والإغراق بوزارة التجاره للدفاع عن حقوقها!!
** اتهامات مغربيه
لم تكد تفيق النساجون من الخسائر التى لحقت بها بسبب الإغراق التركى للسوق المحلى حتى تلقت صدمه جديده وهى إتهامات الشركات المغربيه لها بإغراق أسواقها بمنتجاتها من السجاد الميكانيكى وأغطية الارضيات.
قدمت الشركات المغربيه عن طريق الجمعيه المغربيه للنسيج والألبسة شكوى إلى وزارة التجاره المغربيه فى نهاية ديسمبر الماضى تتهم فيها النساجون المصريه وشركات اردنيه وصينيه بإغراق اسواقها بالسجاد، وبيع منتجاتها باسعار مغرقه فى أسواق المغرب، وهو الأمر الذى دفع مجموعة النساجون إلى التقدم بكافة المستندات والدفوع إلى جهاز مكافحة الدعم والإغراق والوقايه فى مصر لإثبات صحة موقفها وبراءتها من ارتكاب أية ممارسات تجاريه ضاره بالمنافسه.
المدهش ان المغرب التى ترتبط باتفاقيات تجاريه مع نحو 50 دوله حول العالم من بينها مصر وتركيا قامت مؤخرا بإجراء تعديلات على إتفاقية التجاره الحره الموقعه بينها وبين تركيا والموقعة بينهما فى عام 2004 وبموجب هذا التعديل فرضت المغرب رسوم جمركيه على السجاد التركى بنسبة 90% لمدة 5 سنوات قابله للتجديد، وحذرت المغرب بإغلاق سلسلة متاجر تركيه فى المغرب فى حال إستمرار تدفق الواردات التركيه من السجاد إلى اسواقها ولو عبر بوابة التهريب !!!.