بافاريا مصر .. 50 عام من الإبداع الصناعي
تقرير يكتبه - صلاح السعدني |
تحتفل شركة بافاريا مصر أحد أهم الشركات الصناعية في مصر باليوبيل الذهبي لمرور خمسين عاماً على نشأتها.
ويعود تاريخ نشأة الشركة إلى عام 1971 كشركة توصية بسيطة بين كل من الألماني هيلموت لوز المدير والشريك بشركة بافاريا الألمانية ومقرها مدينة نورنبيرج ونسبته في رأس المال 49% والمصري نادر نصحي رياض ذو الأربع والعشرين ربيعاً ونسبته 51% من رأس المال.
في هذا الوقت سميت الشركة بافاريا مصر (نادر رياض + هيلموت لوز) بغرض إنتاج أجهزة الإطفاء، وذلك فى مصنع تم تأسيسه بشبرا الخيمة مكون من دورين مساحة كل دور 450 متر مربع مستأجرة من خضر السيد لطف فيما سمى أرض الفرنوانى آنذاك.
تحولت بافاريا مصر عام 1990 إلى شركة مساهمة مصرية وتضاعف رأسمالها ست مرات، وتعاظم نموها تباعاً فأصبحت تعمل اليوم وشركاتها الشقيقة على مساحة 15 ألف متر مربع مباني صناعية متعددة الطوابق بالمنطقة الصناعية بجسر السويس وعلى مساحة 35 ألف متر مربع مباني صناعية بالعاشر من رمضان، وأصبحت تعتمد على قوة بشرية رأسمالها البشرى حوالي 40 مهندس وفني وحوالي 900 عامل من فرسان الإنتاج ذوي الكفاءة العالية والخبرة التخصصية العالية.
وكان نادر رياض يتطلع إلى التوسع والانتشار، وفي 1999 تمكنت بافاريا مصر من الاستحواذ على كامل أصول شركة بافاريا الألمانية الأم وذلك بالتغلب على منافسيها فى عملية الشراء دون أن تملك الشركة المصرية آنذاك القيمة الضخمة الخاصة بالشراء، إلا أن الراحل محمود عبد العزيز رئيس البنك الأهلي المصري آنذاك ونائبه حسين عبد العزيز من خلال مكالمة تليفونية عبر القارات والبحار تحمسا للقضية واعتبراها قضية وطنية وأصدرا خطاب ضمان يسمح لنا بالاقتراض من بنك ألماني بكامل قيمة الشراء على أن يسدد على 4 سنوات بقيمة متناقصة تتناقص بقيمة الأقساط المسددة وذلك فى سابقة لم تعهدها البنوك من قبل وتبقى مصر عظيمة برجالها.
وأصبحت بذلك بافاريا الألمانية ذراعا للتصدير إلى أوروبا من خلال 200 موزع وتاجر فى غضون العشر السنوات الأولى من عام 2000 إلى عام 2010، كما أنه بفضل إدارة البحوث والتطوير التابعة للإدارة فى مصر سواء فى مجال المنتجات أو فى مجال الدراسات التسويقية فى ألمانيا، فقد أمكن النهوض بشركة بافاريا ألمانيا بعد أن كانت فى المركز الحادي عشر بالسوق الألمانى لتصبح في المركز الرابع حسب استقراءات عام 2019، وتنافس على المركز الثالث وهو أمر ليس بالهين حيث إن الشركات الثلاث التي تسبقها حجماً واستحواذاً في السوق الألمانى تعتبر من الشركات العملاقة.
وقال نادر رياض، “إذا كان لنا أن نفخر بإدارة التطوير الشامل والبحوث والتطوير للمنتجات والتي يربو عددها على 100 منتج تتميز جميعها بسبق تحقق في الماضي أو الحاضر أو نسعى لتحقيقه فى المستقبل، فإن هذا الفضل يرجع لرجال مصانع بافاريا من أصحاب الياقات الزرقاء والأيادي الخشنة والعقول المبدعة، ناهيك عن أصحاب الياقات البيضاء من مهندسين وإداريين وأصحاب فكر تشرف الشركة بانتمائهم إليها، ومهما طال المسير فمسيرة الكفاح لازالت تسير”.
وأضاف رياض، “بافاريا مصر قصة نجاح مصرية ترسخت جودتها علي الأرض الألمانية وعلامة تجارية عمرها ٥٠ سنة لاقت احتراما أوروبيا .. أحبها الألمان وأعطوها ثقتهم بعد أن امتدت لها يد التطوير والتحديث بالإرادة والعزيمة المصرية خلال أحقاب متتالية ما جعل منها حائط صد قوي للمنشآت المختلفة في مواجهة أخطار الحريق على مدي أجيال متعاقبة”.
وإذا كان حلم رياض بالريادة قد بدأ محليًا لبافاريا في السوق المصري إلا أن نجاحه امتد إلي ألمانيا أيضا بنفس السرعة والثبات الذي جعل من السوق الألماني والأوربي امتداد للسوق المصري ولذلك أصبحت المجموعة هي الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط واستطاعت بعد ذلك التوسع في أنظمة الإنذار الآلي بنجاح بأسواق مختلفة في أوروبا.
بافاريا استهدفت تقديم حلول متكاملة لأنظمة الإنذار والإطفاء الآلي فحدثت خطوط إنتاجها وطورت نظم مخازنها فأصبحت مخازن آلية تماما، واهتمت بعنصر التدريب والتطوير ما جعلها تؤسس مركز للتدريب والصيانة فى نورمبرج، فضلا عن تقديمها أنظمة إطفاء آلي لحماية المنشآت والمركبات وفتح أكثر من ٢٩ فرعا يغطي محافظات مصر، بالإضافة إلى أسطول ضخم من مراكز الخدمة المتحركة لخدمة أكثر من ٥٥ ألف عميل في مختلف المحافظات سنويا.
ومؤخرا، أنشأت بافاريا شركة جديدة بالشراكة مع شركة ألمانية عملاقة هى “زيجلر” لإنتاج سيارات إطفاء في مصر بأيدي مصرية ونقل هذه التكنولوجيا لمصر.