رجال الأعمال والغرف التجارية ترفعان مذكرة لرئيس الوزراء لرفض قرار وقف التعامل بمستندات التحصيل

كتب - حمدي المصري

رفعت جمعية رجال الأعمال المصريين واتحادي الصناعات والغرف التجارية، مذكرة مشتركة إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، لرفض قرار البنك المركزي الأخير بوقف التعامل بمستندات التحصيل في تنفيذ كافة العمليات الاستيرادية والعمل بالاعتمادات المستندية فقط.

 

وأوضحت المذكرة أن القرار صدر دون استطلاع رأي منظمات الأعمال بشأن أثر هذا الإجراء علي الأنشطة الاقتصادية والاستثمار رغم تأكيد كافة منظمات الأعمال لاستعدادها لمعاونة الحكومة في تبني السياسات التي تخدم الاقتصاد الوطني والصالح العام، ولكن بالآليات التي لا يترتب عليها آثار سلبية على المشروعات القائمة والتزاماتها.

 

ولفتت إلى ضرورة إلغاء هذا الإجراء وبشكل فوري، لأنه سيؤثر بشكل مباشر علي إمداد الصناعة باحتياجاتها من مستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة وقطع الغيار لخطوط الإنتاج، ما يزيد من مشكلة سلاسل الإمداد القائمة منذ بدأت جائحة كورونا وهو ما سينعكس بدوره علي حجم الإنتاج وتوفير السلع وارتفاع أسعارها، بما لذلك من نتائج سلبية علي المنتج والمستهلك علي حدا سواء.

 

وأشارت المذكرة، إلى أن هذا الإجراء سيؤثر سلبيا علي ثقة المستثمر الأجنبي في الصناعة المصرية والاقتصاد المصري، إذ ينطوي القرار علي رسالة إنذار بوجود خلل في توفير العملات الأجنبية ما استدعي إصدار تلك التعليمات، كما يمثل هذا الإجراء تهديدا مباشرا علي صحة وسلامة المواطنين من خلال تأثيره المباشر علي إمدادات قطاع صناعة الأدوية والتي تكون في كثير من الأحيان علي شكل شحنات صغيرة بأوامر توريد عاجلة من خلال الشحن الجوي وبدون الحاجة إلي فتح اعتمادات مستندية بما تنطوي عليه من إجراءات تستغرق وقتًا لا تتحمله المنظومة الصحية، فضلا عن احتياجات المستشفيات من الإمدادات بقطع غيار المعدات الطبية والمستلزمات الطبية والتي تمثل خطورة بالغة في توفير الخدمة الطبية وزيادة تكلفتها والإخلال بالالتزامات التعاقدية بين المستشفيات ومنظومة التأمين الصحي.

 

وأكدت المذكرة أن هذا الإجراء يؤثر سلبيا أيضا علي الصادرات بزيادة تكاليف الإنتاج ومن ثم تنافسية المنتجات المصرية المحملة بالفعل بالمزيد من الأعباء التي تحد من قدراتها التنافسية وهو ما يتعارض مع هدف الدولة لزيادة الصادرات إلي 100 مليار دولار، فضلا على عدم قدرة المنشآت الصناعية علي توفير الاحتياجات من النقد الأجنبي التي تغطي الاعتمادات المطلوب فتحها ما يزيد الطلب علي العملة الصعبة ويفتح مجالًا للمعاملات خارج السوق الرسمي.

 

وتابعت، “القرار سيعمل علي عدم تمكن الملاءة المالية للشركات من استيعاب حجم أعمالها الذي كانت تحققه من خلال تسهيلات الموردين قبل صدور وعلي وجه الخصوص الشركات التي قامت بعمل توسعات وزيادة حجم استثماراتها للوفاء باحتياجات مبادرة حياة كريمة والمشروعات القومية طبقا لسياسة الدولة واهتمامها بالمنتج المحلي، ما ينعكس سلبا علي توريدات تلك المصانع لتلك المشروعات وفق الجداول الزمنية المتفق عليها”.

 

وأوضحت المذكرة، أن هذا الإجراء لم يضع أي حسبان لعمليات استيراد المصانع لقطع الغيار وبعض الاحتياجات التي يتم استيرادها بواسطة البريد العاجل، كما أنه يحمل عبئ التسهيلات الائتمانية التي كان تحصل عليها المنشآت قبل صدور القرار بناء على تعاملات وعلاقات ثقة عبر سنوات مع موردين من الخارج لتتحملها العملة الصعبة والبنوك وهو ما يؤثر في الاقتصاد بشكل عام.

 

وأوضحت أنه تم في السابق تطبيق مثل هذه القرارات ولم تنجح في استيعاب المشكلات التي صدرت لمعالجتها، كما أنه لم يضع الإجراء المذكور في الحسبان الشركات التي ليس لديها تسهيلات ائتمانية مع البنوك خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي تمثل القاعدة الأكبر من المنشآت الصناعية، كما أعفت تلك الإجراءات فروع الشركات الأجنبية والشركات التابعة لها من الالتزام بتنفيذه بما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق الالتزامات بين كافة المنشآت.