أسرار أكبر أزمة تجارية بين القاهرة وكازابلانكا وتهديد مولاى حفيظ للصادرات المصرية

تقرير - صلاح السعدنى

لم تمر أيام قليلة على الاجتماع الذى عقدته نيفين جامع وزيرة التجارة المصرية مع نظيرها المغربى مولاى حفيظ عبر تقنية الفيديو كونفرانس فى مبادرة من الوزيرة لإحتواء إختلاف وجهات النظر، أو حتى المعوقات التجاريه التى نشبت بين بين البلدين فى الأونة الأخيرة وهى أمر طبيعى جدا ووارد فى أى علاقات تجارية بين أية أطراف، أو أية دول حتى لو كانت دول صناعية كبرى وجميعنا رأى الحرب التجارية الشرسة التى كانت قد  دارت رحاها مؤخرا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتركت آثارا سلبية خطيرة على مجتمع المال والأعمال الأوروبى، ولحقت أيضا بدول الأورو متوسطى.

 

عقب هذا الاجتماع خرج وزير التجارة مولاى حفيظ العلمى على البرلمان المغربى وقد تم بث الفيديو عبر اليوتيوب وظهر كأنه البرىء من دم ابن يعقوب، وتحدث عن العلاقات التجارية مع مصر بما يليق متوعدا الصادرات المصرية، وقال الوزير بالنص فى الفيديو الذى تم بثه على اليوتيوب بشكل غير لائق، “قلت للوزيرة فى مصر بشكل واضح أنا إللى خلقتلك المشكلة، وأنا هخلقلك مشاكل أكتر ..إنتم قلتم حنتعامل كأخوة لكن هذا غير صحيح، وإذا حاصرتم السلع المغربية سنحاصر السلع المصرية…”.

 

ربما نلتمس العذر للوزير المغربى الذى يواجه مشاكل لا حصر لها فى التجارة المغربية ومنها إضرابات التجار الأخيرة ولكن هذا شأن داخلى لا يعنينا، ولكن كان عليه أن يسعى لحل المشاكل بالحوار أو قبول دعوة وزيرة التجاره نيفين جامع لزيارة بلده الثانى مصر لعقد جلسة مباحثات ومشاورات لإزالة أية خلافات وارد حدوثها فى أى مكان فى العالم، ولو كان مولاى حفيظ جادا فى حل المشكلات كان من الممكن أن يدعو نظيرته فى مصر لزيارة المغرب وهى بالتأكيد ما كانت تتأخر طالما الأمر يتعلق بمصالح مشتركة بين بلدين شقيقين.

 

ولكن إرتأى الوزير المغربى أن يهاجم الصادرات المصرية التى تصل إلى كل بقعة فى العالم وهو يعلم تماما أن الصادرات المصريه تتفوق على صادراته فى كل المنتجات الزراعية والغذائية والصناعية ويكفى أن يراجع صادرات مصر من البرتقال- مثلا – وأن يراجع حجم صادراته من نفس الصنف مع أن البرتقال المغربى يتمتع بميزات تنافسية تجعله منافس للبرتقال المصرى.

 

بإختصار كان على الوزير المغربى أن يهتم ويبحث أولا فى أسباب تراجع صادراته بدلا من شن هجومه الشرس غير المبرر  على الصادرات المصرية والتى وصفها بأن كثير منها مغشوش متعللا بأن فحص الشحنات المغربية بالموانىء المصرية يأخذ وقتا طويلا قد يصل إلى ثلاثة أشهر، بينما يتم الإفراج عن السلع المصريه فورا !!.

 

 

* احتجاز 190 كونتينر مصرى بالموانىء

 

وصل عدد الشحنات التى قامت بإحتجازها السلطات المغربية إلى 190 شاحنة فى عدد كبير من السلع الصناعية والهندسية وتم إحتجاز الشحنات بناء على أوامر من الوزير المغربى مولاى حفيظ .. كل ذلك بسبب  رغبة الشركات المغربية فى إدخال السيارة رينو كازابلانكا، ورينو طنجه بكميات هائلة للسوق المصرى بإعفاء جمركى كامل طبقا لإتفاقية أغادير الموقعة بين مصر، والمغرب، والأردن، وتونس، فى 25 فبراير عام 2004 ثم أضيف للإتفاقية فيما بعد دولتى لبنان، وفلسطين.

 

الوزير المغربى يريد إدخال السيارة المغربية بكميات كبيرة للسوق المصرى فى الوقت الذى تأخذ فيه السلع المصريه ومنها سيارات رفض فنى عند دخولها للفحص فى السوق المغربى، فكيف يلتقى المتناقضان ويرتفعان معا وفقا لقواعد المنطق؟.

 

كانت وزيرة التجارة نيفين جامع قد عقدت والوزير المغربى مولاى حفيظ العلمى إجتماعا فى أواخر يونيو الماضى عبر تقنية الفيديو كونفرانس فى مبادرة منها لإحتواء وحل المشاكل المتعلقة بين البلدين ولكن على ما يبدو أن الإجتماع لم يسفر عن حلول، ويدفع ضريبة الخلافات بين الجانبين المصدرون والمستوردين هنا وهناك!.