هانى أمان العضو المنتدب للشرقية للدخان : إنتاجنا من السجائر ارتفع من 210 ملايين إلى 260 مليون سيجارة يومياً

كتب – حمدي المصري

 

لدينا مخزون كبير من المعسلات ولا صحة لإغلاق مصانع أبوتيج ومنوف

لسنا طرفاً فى الرخصة الجديدة وعلاقتنا بالشركات الأجنبية فى مصر طيبة

أوقفنا التعيينات بالشركة ولدينا أنظمه جديدة لتعظيم الأداء وزيادة الإنتاج

حاوره- صلاح السعدنى:

 

تظل الشركات الكبيرة التى تمثل أحد أهم أركان الاقتصاد فى مختلف البلدان محط الأنظار ومحور الاهتمام من جموع المهتمين بالشأن الاقتصادى، سواء على مستوى الحكومات، أو على مستوى المحللين، أو على مستوى المتخصصين فى الكتابة الاقتصادية من جموع الصحفيين، فإذا وقع حدث فى شركة عملاقة مثل آبل، أو مايكروسوفت، أو جنرال موتورز، أو سيمنز، أو أرامكو ستجده محط اهتمام المتخصصين فى كل أنحاء العالم.. ومحلياً.

 

ولأن لكل حدث حديثاً، شهدت الشركة الوطنية الضخمة ذات التاريخ العريق فى صناعة التبغ الشرقية للدخان مجموعة من الأحداث المتلاحقة خلال الأيام القليلة الماضية، وكان الحدث الأكبر والأضخم والأهم هو موافقة الحكومة على طرح رخصه للشركات الأجنبية العاملة فى مجال التبغ لإنتاج السجائر فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر منذ دخول التبغ مصر عام 1601, وإنشاء الشركة الشرقية للدخان عام 1920 بمرسوم من السلطان أحمد فؤاد، ومنذ أن قام الأرمن عقب ثورة 1919 بإنشاء عدة مصانع للسجائر بمدن القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، الزقازيق، وكان أبرز المؤسسين موتسيان وكريكو سركسيان…

 

التقت «صناع اليوم» العضو المنتدب للشركة الشرقية «إيسترن كومبانى» هانى أمان بدعوة كريمة منه للوقوف على كل الموضوعات المثارة على الساحة خلال هذه الأيام، وكانت السطور التالية:

 

< يقال إنكم أغلقتم بعض مصانع المعسل مثل أبوتيج ومنوف.. ما صحة ذلك؟

 

– لا صحة لهذه الشائعات السخيفة التى يطلقها البعض.

 

< ولكنكم طلبتم من عدد كبير من العمال الجلوس فى منازلهم؟

 

– القصة أننا نطبق الإجراءات الاحترازية التى نادت بها الحكومة ممثله فى مجلس الوزراء من حيث تخفيض عدد العمالة بسبب كورونا مع صرف الراتب والمزايا بانتظام، الأمر الآخر أن إغلاق المقاهى والكافيهات حرصاً على عدم انتشار فيروس كورونا بين رواد هذه الأماكن أدى إلى تراجع كبير فى مبيعات المعسلات، وأصبحت المخازن مكدسة بالإنتاج ما دفعنا إلى منح العمال إجازات مدفوعة الأجر.

 

< بمناسبة العمال.. هل العلاقة بين إدارة الشركة والعمال على ما يرام، أم يشوبها بعض التوتر؟

 

– العمال هم سبب النجاحات الكبيرة التى تحققها الشركة، ولا نستطيع تحقيق هذه النجاحات دونهم، والعلاقة بين الإدارة والعمال على ما يرام.

 

< ولكنكم أوقفتم التعيينات وهو ما أغضب أعداداً كبيرة من العمال ممن كانوا يسعون لتعيين أبنائهم فى الشركه كما كان يحدث فى السابق؟

 

– نعم أوقفنا التعيينات من أكثر من عامين وأستطيع أن أقول لكم إن التعيينات صفر الآن، وثقافة القطاع العام هذه انتهت إلى غير رجعة لأننا نريد النهوض بالشركة على كل المستويات بداية من العمالة الموجودة مروراً بالآلات والمعدات وانتهاءً بالإنتاج والمبيعات.

 

< أفهم من كلامكم أن الأعداد التى تعمل بالشركة وتصل لنحو 13 ألف عامل ترونها عدداً ضخماً لا بد من تخفيضه؟

 

– ليس بهذا المعنى، ولكن هناك رؤية مستقبلية وهى الوصول بعدد العمال إلى العدد الامثل للعملية الانتاجية، وأحب أن أوضح شيئاً فى هذه النقطة وهى أن أخطر شىء واجهته الشركة على مدار الـ«15» عاماً الماضية هو تشبعها بفكر القطاع العام، وجميعنا كان شاهداً على تعيين أعداد كبيرة فى أجهزة الدولة خلال فترة ثورة 25 يناير وتوابعها وغالبيتهم كانوا يفتقدون الكفاءة، ما أدى إلى ترهل العمالة فى كثير من الوظائف بالشركات التى اضطرت فيما بعد إلى تصعيد كفاءات من الشباب للنهوض بالأداء والإنتاج.

 

< ألا ترى أن استمرار الشركة فى إنتاج 13 صنف سجائر يمثل خسائر للشركة خاصة أن بعض الأصناف بمثابة الإنتاج الراكد والبطىء تصريفه وترويجه؟

 

– تمثل السجائر أهم منتجات الشركة الشرقية للدخان، ومن الخطأ التركيز على أصناف معينة وترك الأصناف الأخرى، ونحن داخل الشركة الشرقية بدأنا منذ فتره طويلة تطبيق أنظمة مختلفة لتعظيم قيمة أداء الشركة فى الإنتاج والمبيعات، وكل منتجات الشركة بلا استثناء نعطيها أهمية بالغة.

 

< وهل استطعتم تحقيق المستهدف بهذه القيادات الشابة؟

 

– لك أن تتصور أننا كنا ننتج نحو 210 ملايين سيجارة فى اليوم، واستطعنا تخطى هذا الرقم والوصول بالإنتاج إلى 260 مليون سيجارة يومياً، و6,2 مليار، و6,4 مليار سيجارة شهرياً بنفس المكن والمعدات التى كانت تستخدم فى الإنتاج من قبل، وبعدد أقل من العمال، وكان يقال لى لن تستطيع تحقيق هذه الأرقام، ومن المستحيل الوصول إليها ولم نلتفت إلى دعوات التعجيز هذه واستطعنا الوصول إلى تحقيق هذه الأرقام الكبيرة بفضل أبناء الشركة.

 

< نعود إلى المعسل.. كم يبلغ حجم الإنتاج والمخزون لديكم؟

 

– لدينا مخزون يكفى السوق المحلى لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ولا تنسَ ما سبق أن قلت لكم إن هناك قراراً بحظر تدخين الشيشة بالمقاهى والكافيهات، وهو لا يزال سارياً إلى الآن بسبب كورونا.

< ما حقيقة قيام شركة المنصور بتأجير مصانع داخل الشرقية للدخان؟

 

– هذا الكلام عار تماماً من الصحة، فلدينا مع المنصور شراكة طيبة موثقة بعقود، وقد قمنا بتجديد اتفاقية التصنيع المشترك لماركة تارجت عام 2019 لمدة 5 سنوات.

 

< كيف ترى مستقبل العلاقة بين الشرقية للدخان والشركات الأجنبية التى تقومون بالتصنيع لها داخل الشركة خاصة بعد قيام الحكومة بطرح رخصة جديدة لإنتاج السجائر؟

 

– علاقاتنا مع الشركات الأجنبية فى مصر علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، وهم شركاء استراتيجيين لنا، ولا يوجد أى خلاف بيننا وبين أى شركة منهم، سواء فيليب موريس أو بريتش، أو جابان توباكو، أو المنصور ممثل إمبريال.

 

< وما رأيكم فى طرح رخصة لتصنيع السجائر فى الوقت الحالى؟

 

– الحكومة صاحبة القرار ونحن نحترم أية قرارات للحكومة، وليست للشركة علاقة بعملية الطرح.

 

< ولكنكم ذكرتم فى برامج بقنوات كثيرة أنكم لم تخطروا بالرخصة؟

 

– نعم لم نخطر بالرخصة، ولكن كما قلت لك نحن نحترم قرارات الحكومة، وكل القرارات يتم عرضها على مجلس الإدارة والجمعية العمومية لاتخاذ القرارات التى تصب فى صالح الشركة والعاملين بها فى نهاية الأمر.

 

< أفهم من كلامكم أنكم مع طرح رخصة جديدة لتصنيع السجائر؟

 

– شركة جابان توباكو اشترت شركة سجائر بإثيوبيا تنتج 6 مليارات سيجارة، واقتصادياً كما تعلم يحدث فى كل دول العالم عمليات شراء وبيع واستحواذ، ولكن كنت أفضل تحسين اقتصاديات الشركة، وتعظيم أدائها قبل عملية الطرح.

 

< ما تعليقكم على انخفاض قيمة سهم الشركة بالبورصة؟

 

– لدينا الشجاعة بأن نعترف بأن سهم الشركة ليس فى مكانه الصحيح على الإطلاق، وهو يستحق أن تكون قيمته السوقية أعلى كثيراً من قيمته الحالية وهذا رأى عدد كبير من المحللين الماليين.

 

< كم يبلغ إنتاجكم من السجائر حالياً؟

 

– إنتاجنا من السجائر المحلية وصل إلى 65 مليار سيجارة، وكان العام الماضى 60 ملياراً، ويتراوح الإنتاج الأجنبى بين 23 ملياراً و25 مليار سيجارة.

 

< وهل تعتزمون إجراء أية زيادات سعرية على منتجات الشركة خلال الأيام المقبلة؟

 

– مثل هذه القرارات المهمة تناقش داخل مجلس الإدارة، ولا أستطيع قول إننا سنأخذ قراراً بزيادة الأسعار من عدمه، ولكن ما أستطيع أن أقوله لك إننا ندرس تقديم مقترح لزيادة مكتسبات أو دخل الشركة أو تعظيم أرباح الشركة خلال الفترة المقبلة.

 

< ولكنكم أجريتم زيادات سعرية فى أوقات سابقة دون انتظار قرارات حكومية فى هذا الشأن؟

 

– جميع الزيادات السعرية التى حدثت من عام 2017 إلى الآن ليس للشركة أى دخل بها، لأن كل الزيادات قام بها التجار فى السوق من تلقاء أنفسهم، مستغلين شائعات كانت تتردد بأن الشركة ستقوم برفع الأسعار، وهو ما لم يحدث، ولم تقم به الشركة على الإطلاق، والدليل على ذلك أن سعر علبة السجائر لدى التجار بالسوق أعلى من السعر الرسمى الذى تبيع به الشركة بنحو جنيه ونصف أو جنيهين على الأقل، مع الإشارة إلى أن إحدى الشركات الأجنبية قامت برفع أسعارها مؤخراً دون سابق إنذار، ودون تعليق من أحد.