“سابك” تتحالف مع “باسف” و”ليندي” لإنشاء أول وحدة تكسير بخارية تعمل بالكهرباء

كتب – حمدي المصري

وقعت شركة سابك اتفاقاً مشتركاً مع شركتي “باسف” و”ليندي” لتطوير وتجربة حلول تسخين وحدات التكسير البخارية كهربائياً.

 

وقد تعاون الشركاء على تطبيق تصور استخدام الكهرباء المتجددة بدلاً من الغاز الطبيعي –أحفوري المصدر- المستخدم عادة في عملية التسخين، حيث إنه باتباع هذا النهج المبتكر الذي يركز على إحدى العمليات الأساسية للصناعات البتروكيماوية، تسعى الأطراف جاهدة لتقديم حل واعد للإسهام في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في صناعة الكيماويات.

 

وتؤدي وحدات التكسير البخارية دوراً رئيساً في إنتاج الكيماويات الأساسية، وتتطلب كمية كبيرة من الطاقة لتكسير الهيدروكربونات إلى أوليفينات وعطريات، وعادة ما يحدث التفاعل عند درجات حرارة تصل إلى 850 درجة مئوية في أفرانها التي تعتمد في ذلك على حرق الوقود الأحفوري.

 

يهدف المشروع إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق التشغيل بالكهرباء من المصادر المتجددة، وبذلك يكون للتقنية الجديدة الناشئة القدرة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 90٪.

 

وحشدت شركتا “سابك” و”باسف” خبراتهما الفنية الواسعة وملكياتهما الفكرية في تطوير العمليات الكيماوية، فضلا عن خبراتهما ومعارفهما الممتدة في تشغيل وحدات التكسير البخارية، فيما أسهمت شركة “ليندي” بملكيتها الفكرية وخبرتها في تطوير وبناء تقنيات أفران وحدات التكسير البخارية، وتولت التسويق التجاري للصناعة في المستقبل.

 

من جانبه قال يوسف بن عبد الله البنيان، نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لسابك، إن صناعة الكيماويات تعتمد في ازدهارها على الابتكار والتعاون، اللذان يعززان التوصل إلى إسهامات مهمة في تحديات عالمية صعبة، مثل: كفاءة الموارد، والحد من ثاني أكسيد الكربون.

 

وأضاف البنيان، أن هذه الاتفاقية تجمع بين الخبرة الفنية العميقة والتركيز على التنفيذ الذي يمكن أن يساعد في تحويل العمليات كثيفة الطاقة داخل الصناعة إلى عمليات منخفضة الكربون، وأن مبادرة الاستدامة الرائدة هذه تمثل جزءاً من رؤية (سابك) بعيدة المدى واستراتيجية تغير المناخ لتحويل أعمالها بتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون.

 

وأكد الدكتور مارتن برودرمولر، الرئيس التنفيذي لشركة (باسف إس إي) أن هذه القفزة النوعية التقنية تمثل علامة فارقة في مسيرة صناعة الكيماويات منخفضة الانبعاثات، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز لا يقتصر على تطوير أول مفهوم للتسخين الكهربائي في العالم لوحدات التكسير البخارية، بل يظهر أيضاً موثوقية المكونات الرئيسة المستخدمة في المفاعلات ذات درجات الحرارة العالية.

 

وأضاف أن القدرة على التوسع السريع والتطبيق الصناعي لهذه التقنية مرهون بدعم الاستثمار وأسعار الطاقة المتجددة التنافسية.

 

وذكر يورغن نويكي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة (ليندي بي إل سي)، الرئيس التنفيذي لشركة (ليندي إنجنيرنغ)، أن المشروع يركز الاهتمام على أحد منتجي ثاني أكسيد الكربون الصناعي، إذ تعد أفران وحدات التكسير من أكبر مصادر انبعاث ثاني أكسيد الكربون في سلسلة القيمة البتروكيماوية بأكملها.

 

وأكد أن التقنية الجديدة التي تعزز الكفاءة قد خضعت لاختبارات مطولة، وأنها ستوظف الآن على مستوى جديد تماماً، ليس في المختبر، ولكن على نطاق صناعي كبير، معبراً عن اعتزازه بهذا المشروع لما له من تأثير ملحوظ.

 

يذكر أن الشركاء قد قدموا طلبات منح مالية إلى صندوق الابتكارات التابع للاتحاد الأوروبي، وبرنامج تمويل “إزالة الكربون الصناعي” (برنامج جديد للوزارة الاتحادية الألمانية للبيئة)، كما يعمل الشركاء على تقييم بناء مصنع تجريبي بقدرة بضعة ميجاوات في موقع (باسف) في لودفيغشافين، ومن المتوقع بدء تشغيله في مطلع عام 2023م، في حال الموافقة على قرار التمويل.