رئيس مجموعة صقر للصناعات الغذائية: الصناعة المحلية تمتلك كل مقومات المنافسة خارجياً ولا مفر من استمرار برامج مساندة التصدير 

حاوره - صلاح السعدنى 

نقص البروتين الحيوانى فى السوق المحلى سببه تراجع الإنتاج فى البرازيل واستراليا..وارتفاع أسعار الحاويات بشكل مرعب

الدول الكبرى تسعى لجعل منطقة الشرق الأوسط مستورد صافى للغذاء

على الحكومة منح دورا أكبر للقطاع الخاص ومراجعة حوافز الاستثمار المعمول بها حاليا

حاوره – صلاح السعدنى

 

تعد الصناعات الغذائية من الصناعات التى تتمتع بميزات تنافسية كبيرة تجعلها قادرة على المنافسة فى الأسواق الخارجية رغم صعوبتها الشديدة فى ظل الإمكانيات الرهيبة التى تمتلكها الصناعة الأوربية على وجه الخصوص.

 

ويحسب لصناع مصر فى هذا القطاع الجهود الكبيرة التى يبذلونها لتطوير منتجاتهم بأحدث التكنولوجيا العالمية، وزيادة الإنتاج والتصدير رغم ارتفاع تكاليف الانتاج والتشغيل خاصة مع انتشار فيروس كورونا، ناهيك عن الزيادات المتلاحقة فى أسعار الخامات بالبورصات العالمية.

 

التقت “صناع اليوم ” ورجل الاعمال الشاب أحمد صقر رئيس مجلس إدارة صقر للصناعات الغذائية عضو الغرفة التجاريه بالإسكندرية والذى يعد واحداً من أهم منتجى الغذاء فى مصر للوقوف على واقع ومستقبل صناعة الأغذية فى مصر، وأهم المعوقات التى تواجهها وكيفية الارتقاء بها كماً وكيفا وكانت السطور التالية،،

صقر للصناعات الغذائية

** بداية سألت أحمد صقر ..كيف يرى واقع صناعة الغذاء فى مصر فى ظل أجواء فايروس كورونا فأجاب:

 

–  الصناعه تعمل فى ظل ظروف بالغة الصعوبه،  فهناك ارتفاعات كبيره فى أسعار الخامات بالبورصات العالميه،  وكذلك ذيادات كبيره فى أسعار النولون،  بجانب توقف العديد من المعارض الخارجيه المتخصصه فى قطاع الأغذيه على مستوى العالم ،وإغلاق أسواق العديد من الدول وكل هذه الأحداث أثرت سلباً بكل تأكيد على الصناعه المحليه ،وساهمت بشكل كبير على تراجع معدلات التصدير ،ونأمل  أن تتحسن الأوضاع سريعا ، ولا يد من بذل الجهود المكثفه للقضاء على هذا الفايروس الذى كان من أبرز  آثاره أن جعل الإقتصاد الوطنى مكبلا بالعديد من القيود .

 

** فى رايكم ..ما هى أبرز   المتغيرات التى خلفتها كورونا  محلياً  وعالمياً ؟

–  أرى أن اهم المتغيرات  التى خلفتها  كورونا على الصعيد المحلى هى تغير نمط الإستهلاك للمواطن المصرى ،بجانب المتغيرات فيما يتعلق بالصحه العامه والتعليم  ، والغذاء ،وذيادة  إرتباطنا بتكنولوجيا المعلومات ،أما المتغيرات العالميه ،هى التوسع الرهيب فى تجارة الخدمات والتى وصلت إلى 5 تريليون دولار مع نهاية عام 2020 , وتجارة السلع عبر الأنترنت  التى وصلت أيضا إلى 1.7 تريليون ولك  ان تتخيل أن سهم شركة zoom  بالبورصات  العالميه إرتفع مع  إنتشار فايروس كورونا من 3 دولارات الى 500 دولار وذلك بسبب الإقبال الهائل عليه ، ولجوء الشركات فى شتى إنحاء العالم الى عقد الإجتماعات عبر تطبيق zoom .

صقر للصناعات الغذائية

** من وجهة نظركم.. من هم اكبر المستفيدين من جائحة كورونا ؟

 

– بكل تأكيد اكبر المستفيدين هم شركات الأدويه ، وشركات الشحن والتفريغ، والأطباء ،وشركات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات اما بقية القطاعات الأخرى فقد شهدت خسائر كبيره للغايه خاصة فى مجال السياحه والطيران والمعارض .

 

** هل ترى أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومه لمساندة الإقتصاد والصناعه خاصة كانت كافيه لمواجهة تداعيات كورونا ؟

 

– الحكومه بذلت جهودا كبيره للحد من الآثار السلبيه شديدة الخطوره على الإقتصاد المصرى بدليل إشادة البنك الدولى نفسه بالإجراءات الحكوميه ،وتأكيده على ان  مصر حدث  فيها إستقرار إقتصادى صاحبه  إرتفاع  فى معدلات النمو مع تحسن فى حسابات  الماليه العامه،ومستوى مطمئن من الإحتياطى النقدى. وكان  من  بين أبرز الإجراءات التى إتخذتها  الحكومه للحد من الآثار   الكارثية لكورونا ، خفض سعر الفائده،  وتخصيص 100 مليار جنيه  تمثل 1.7 % من الناتج المحلى الإجمالي للإنفاق على الصحه ، وتقديم مساعدات ماليه للشركات والأفراد ،وتقديم المنح العماله غير الرسميه ، وتأجيل سداد المديونيات فى شكل تأخير تقديم الإقرارات الضريبيه وغيرها من القرارات المسانده، ولا تنسى  ان كل الإقتصاديات العالميه الضخمه قد لحقت بها خسائر فادحه ولا تزال تعانى اشد المعاناه  بسبب كورونا .

مجموعة صقر للصناعات الغذائية

** أعود إلى قطاع الغذاء وأسألك عن ظاهرة النقص فى البروتين الحيوانى فى السوق المحلى ..ما هو السبب ؟ وما هى الحلول للتغلب عليها ؟

 

– نقص البروتين الحيوانى فى السوق المحلى يعود إلى عدة أسباب منها ، انصراف أعداد كبيره من المزارعين عن تربية الماشيه ، بالإضافه الى أن هذا النقص موجود فى اكبر الدول المنتجه وهى البرازيل حيث هناك إنخفاض كبير فى إعداد الأبقار الجاهزه للذبح على مدار الأربعة أشهر الماضيه وهو الأمر الذى أدى إلى ارتفاع الأسعار من 3400 دولار إلى 3700 و 3800 دولار للطن ،ومتوقع  ان يستمر هذا الوضع مع وجود كورونا فى ظل  توقعات منظمة الأغذيه والزراعه ” فاو ” إنخفاض حجم إنتاج اللحوم عالميا إلى  337.3 مليون طن بأقل  من 0.5 % عن عام 2019  ، يضاف إلى كل  ما سبق  الارتفاع الجنونى فى أسعار النولون حيث ارتفع سعر الحاويه من 400 دولار إلى 7 آلاف و 9 آلاف دولار ، ولا يوجد حاويات فارغه للشحن .

 

**  وما هى البدائل التى ترونها ويمكن بها سد العجز فى اللحوم على وجه التحديد بالسوق المحلى ؟

 

–  لا يوجد أمامنا  سوى الاسماك والدواجن ،وتتمتع   مصر بحمد الله بإنتاج وفير جدا من الأسماك خاصة أسماك المزارع ،ونعد من أكبر الدول المنتجه بعد الصين ،ولكن  مطلوب  ان نتوسع فى إنتاج الأسماك من مياه البحر المالحه .

 

** بصفتك واحداً من أكبر المنتجين للعصائر والألبان …ما الذى  ينقص الصناعه والإقتصاد الوطنى ؟

– لا بد من ذيادة المكون المحلى فى الصناعه الوطنيه  كما تفعل  دوله مثل تركيا  التى تمنح الاراضى مجانا المستثمريين  الأجانب وحدث ذلك   مع شركة تويوتا  العالميه حيث منحتها  تركيا  الارض  مجانا شرط  ان يكون المكون  المحلى التركى 60 % ,وكان من نتائج ذلك ان فتحت فرص عمل للشركات الصغيره والمتوسطة، وبدأ الإقتصاد التركى يتحرك نحو صناعة السيارات ، الأمر الآخر يجب على الحكومه الأ ستمرار  فى برامج المسانده التصديريه للشركات التى تقوم بالتصدير  مع  عدم التأخر  فى سداد مستحقات المصدرين خاصة  فى مثل هذه الظروف الصعبه بسبب كورونا  حيث تحتاج الشركات  إلى سيوله ماليه ضخمه لشراء مستلزمات الإنتاج ،وتسديد مرتبات  العاملين ومستحقات الدوله من ضرائب وتأمينات وخلافه . وارى ان من بين  اهم العقبات التى تواجهها الصناعه المحليه  ،أن  تكاليف  الإنتاج باهظه جدا وأعلى من دول كثيره جدا  ومنها  على سبيل المثال   البرازيل ، أما  الذى  ينقص الإقتصاد الوطنى هو إندماج المنشآت  الصغيره فى الكيانات الكبيره ، والاهتمام  بالبحوث والتطوير ،ودراسة الاقتصاد الأوروبى على وجه التحديد للوقوف  على أسباب تدفق 70 % من صادراته لأسواق منطقة الشرق الأوسط والدول العربيه.  الإقتصاد الوطنى ينقصه  أيضا   أن يكون مفتول العضلات ،فلا يعقل أن تصدر  ثلاث شركات أمريكية  هى  آبل ، ومايكروسوفت  وجنرال موتورز  بنحو  تريليون دولار ،ونحن  عاجزون عن سداد مستحقات عدد  من المصدرين  يعانون من تأخر مستحقاتهم   لدى صندوق مساندة الصادرات بوزارة التجاره من ثلاث سنوات ؟!!

 

** هى ترى أن الصناعات الغذائيه فى مصر مؤهله لتحقيق أرقام صادرات كبيره خلال المرحله القادمه ؟

 

–  الصناعات الغذائية فى مصر أصبحت تتمتع بميزات تنافسيه كبيره تجعلها قادره على المنافسه فى الأسواق الخارجية ،وإذا  توافر لها- اى الصناعات  الغذائية –   دعم   حكومى يخصص لتطوير الشركات فستكون   النتائج مبهره وستحقق أرقام  تصديريه اضعاف الأرقام  المحققه حاليا .واحب ان أشير فى هذه النقطه إلى أن

الصناعه بشكل عام هى التى تقود الإقتصاديات لتحقيق معدلات نمو مرتفعه ولذا لابد أن تتطور وتنمو بسرعات هائلة لمواجهة التطور الكبير فى التكنولوجيا المستخدمة فى الإنتاج، وتغير العادات الغذائية للمستهلك أينما كان مشيرا إلى أن المستهلك أصبح يتمتع بثقافة كبيره فيما يتعلق بأنماط إستهلاكه ونوعيات غذائه ومدى سلامته وجودته ومطابقته للمواصفات القياسية.

ويجب  ان  نقضى  تماما  على كل العقبات التى تواجهها  الصناعه فى مختلف القطاعات  وليس قطاع  الأغذيه  وحده حيث لا  تزال الصناعه   تواجه العديد من الأعباء من  تكاليف تشغيل عاليه وأسعار كبيره للخامات  بالبورصات العالمية ،و تصاعد أسعار الضرائب والكهرباء والمياه، بالإضافه الى طول الإجراءات لإستخراج التصاريح اللازمه لإقامة اى مصنع جديد.

 

** كيف ترى  أداء السوق المحلى فى ظل العشوائيه التى تحكمه ؟

 

السوق المحلى فى حاجه  المزيد من الإنضباط ، والقضاء على هذه  الفوضى التى تتسبب  فى ضياع   سمعة الصناعه   الوطنيه   التى  تتطور وتقفز قفزات متسارعه للغاية  لا   يروق   للشركات  العالميه  الكبرى التى تسعى للسيطره على الأسواق الناشئة وأسواق دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا واضعافها وجعلها مستورد صافى للغذاء.ويجب بذل جهود أكبر لذيادة الصادرات الخارجيه ،وعلى مكاتب التمثيل التجارى ان تضاعف من جهودها لمعاونة الشركات فى ذيادة أرقام التصدير  ،فدوله مثل  تركيا تستهدف ذيادة صادراتها إلى ما قيمته 350 مليار دولار ،وذيادة   أعداد المصانع إلى 30 ألف مصنع

 

** ما الذى ينقص السوق المحلى ليكون جاذباً للإستثمارات الخارجيه فى رأيكم ؟

 

– على الحكومه ان تعيد النظر فى حوافز الاستثمار التى يجب أن تكون  محفزه ومشجعه للمستثمريين الأجانب ودفعهم  إلى  الأستثمار فى مصر ، فإذا نظرنا إلى دوله مثل المملكه العربيه السعوديه سنجد ها   قد قررت منح  اى شركه عالميه تنشأ مقرا لها بالرياض وتضخ إستثمارات فيها إعفاءات لمده تصل إلى عشر سنوات ، ولا بد  من منح دورا  اكبر للقطاع الخاص مع ضخ السيوله  بالسوق لجعل السوق قويا لأن قوة السوق المحلى بعد من العوامل الهامه التى تساعد على جذب الإستثمارات الخارجيه .وبإختصار شديد تحسن  الوضع الإقتصادى ينعكس بشكل إيجابى على التكاليف والإستثمارات  .

 

** بصفتك رئيسا لمجموعة صقر للصناعات الغذائيه  ببرج العرب ..هل قمتم بضخ إستثمارات جديده بها ،وما هى خططكم المستقبليه للنهوض بالإنتاج والتصدير ؟

 

– بدايةً احب ان اقول لك فى هذه النقطه   ان  اى كيان صناعى كبير فى مصر  فى اى مجال وليس الصناعات الغذائيه  وحدها  يجب   ألا تتوقف  اعمال التطوير فيه كما وكيفاً ، ونحن فى مجموعة صقر اصبحنا نمتلك 6 مصانع للإنتاج المتنوع  من العصائر والألبان والأغذية الوظيفيه ، وننتج نحو 400 مليون عبوة عصير متنوع ،و 80 مليون عبوة البان ونصدر  للعديد من الدول العربيه والافريقيه وبعض الاسواق الاوروبيه رغم صعوبة المنافسه والتواجد فى السوق الأوروبى، ونامل  ان تتحسن الاوضاع  وتعود لمرحلة ما قبل كورونا ونضاعف ارقام الصادرات عن الأرقام التى  نحققها حاليا وهى من 25 إلى 30 % من الإنتاج والباقى موجه للسوق المحلى .