القطاع الخاص والبنوك شركاء الحكومة فى رسم خريطه النهوض بصادرات الغذاء 

تقرير يكتبه – صلاح السعدنى

فى أول مؤتمر متخصص فى تصدير الصناعات الغذائية

القطاع الخاص والبنوك شركاء الحكومة فى رسم خريطه النهوض بصادرات الغذاء

 

بدون غذاء لا بناء .. لا نمو ..لا تخطيط ..لا تنفيذ..لا مستقبل للبلدان أو الشعوب لأن الغذاء هو محور حياة البشرية منذ بدء الخليقه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، والمسلمات المنطقيه والنصوص الإلهية فى الكتب السماوية وقانون الطبيعه ، جميعها تقول ، لا حياة بدون غذاء !

وإذا بحثنا فى حقيقة البلدان التى تمتلك إقتصاديات قوية وضخمه فى كل أنحاء العالم بدايةً من أوروبا مرورا بأمريكا الشمالية والجنوبية وإنتهاءً بالقارة الأفريقية سنجدها هى البلدان التى تأكل مما تزرعه وتحصده ، ثم تصدر الفائض عن حاجتها للأسواق الأخرى لإحداث معدلات نمو كبيره فى إقتصادها الكلى ، وناتجها المحلى الإجمالى .

وتعد صناعة الغذاء من الصناعات الأكثر ، والأسرع تطورا ونموا فى العالم ، سواء على مستوى التكنولوجيا المستخدمه ، أو التشريعات المستحدثة ، أو على مستوى الجوده والمواصفات والمراقبة المحلية أو الدولية ، أو طرق التعبئة والتغليف والحفظ ، أو على مستوى الأبحاث والدراسات العلمية التى يصدرها أطباء وخبراء التغذية المتخصصون وكل هذا الهدف منه فى المقام الأول والأخير هو الحفاظ على صحة المواطن والمستهلك وذلك بوصول منتج غذائى آمن وصحى إليه ..

 

** مصر من أكبر الدول العربية المنتجة للغذاء

دون الدخول فى أرقام تتعلق بمساحات الأراضى المنزرعه بالحاصلات الزراعية فى مصر ، أو العائد منها ، نستطيع القول أن مصر من أكبر الدول العربية المنتجه للغذاء ولا عيب فى أننا نستورد ما لا يكفي عددنا الضخم من السكان والذى إن وُجِد فى اى دوله عربية أو بأى بلد ببلدان الشرق الأوسط لحدثت لها إنتكاسات إقتصادية كبرى ، وإذا نظرنا إلى دول مثل الإمارات ، أو المملكه العربية السعودية ، أو الكويت ، أو قطر وهى أكثر الدول ثراءً فى المنطقه العربية سنجدها تعتمد فى المقام الأول على إستيراد غذائها ولا يكفى ما تنتجه من غذاء لسد إحتياجات مواطنيها والمقيمون عندهم.

الأمر الآخر أن مصر من الدول التى تنتج غذاء آمن وعلى أعلى مستوى من الجوده بدليل أن العديد من اصناف الغذاء يتم تصديرها للأسواق الخارجية ومنها أصناف تتمتع بميزات تنافسية كبرى فى أكبر الأسواق العالمية ، بل وتحتل مراتب متقدمه فى التصدير متفوقه على دول صناعية ضخمه ذات إقتصادات قوية وموارد بشرية هائلة ، ومن هذه الأصناف المصرية ، البرتقال البلدى ، التمور ، الفراوله ، الخرشوف، الخضروات المجمده مثل اللوبيا والفاصوليا والبامية والسبانخ ، الصلصه المعبأه ، التوت المجفف ، البطاطس ، البصل ، الفول السودانى، المانجو ، بعض منتجات الألبان ، كل هذه الاصناف المصرية من الغذاء ننتجها فى مصر وننافس بها فى أسواق كبرى فى العالم فى ظل ظروف إقتصادية بالغة السؤ لا تخفى على احد ، وعوامل جيوسياسية شرق أو سطية ، أو دولية سريعة التطور وشديدة التغير ، فعقب اندلاع جائحة كورونا الملعونه شهد العالم احداثا ساخنة للغاية بدأت بالحرب الروسيه الاكرانيه، ثم الحرب على غزه بالتزامن مع تمزق السودان ، والإنحلال فى اليمن وليبيا ، والحرب التجارية غير المعلنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرها من الأحداث الساخنه التى كان من أبرز نتائجها السلبية هو الصعود الرهيب فى معدلات التضخم محليا وعالميا خاصة فى الغذاء ، والنقص الحاد فى بعض الحاصلات الزراعية الرئيسية عالميا مثل الذره والقمح واللحوم والزيوت بسبب النقص الكبير فى الإمدادات من جانب كبريات الدول المنتجه وعلى رأسهم روسيا واوكرانيا وكلاهما ينتج ثلث إنتاج العالم تقريبا من الحبوب الرئيسية .

 

** وزير الإستثمار والتجارة والمجلس التصديرى

لا أعرف وزير الإستثمار والتجاره ولم التق به من قريب أو بعيد ولكننى ارصد ما اسمعه من رجال صناعه كبار أثق فى شهاداتهم على مدار ما يزيد على عشرون عاما متخصصا فى الكتابة الإقتصادية ، يؤكد عدد من رجال الصناعه الكبار ، أن المهندس حسن الخطيب وزير الإستثمار والتجارة مستمع جيد للرأى الآخر وإن إختلف مع رأيه ورؤيته ،و يتمتع الرجل بفكر عالٍ ومرتب ، ويفكر بهدوء ولديه حماس شديد لزيادة الصادرات المصرية أضعاف الأرقام التى تحققها ، ولديه إيمان قوى بأننا نستطيع أن نفعل ذلك شرط إدارة الموضوع بشكل صحيح.و

قد يكون أول مؤتمر لصادرات الصناعات الغذائية هو نقطة الإنطلاق لتحقيق المامول والمرغوب، حيث ينظم المجلس التصديرى للصناعات الغذائية يوم الاثنين القادم الموافق التاسع من سبتمبر أول مؤتمر فى مصر لتصدير الصناعات الغذائية،واتوقف عند نقطتين قبل ذكر التفاصيل الكامله الخاصة بالمؤتمر ،

النقطه الأولى المجلس التصديرى للصناعات الغذائية وهنا لا يمكن إغفال الحديث عن هذا المجلس الذى يعمل فى صمت ، ودون ضجيج ويحقق نتائج إيجابية لا تحققها 80% من المجالس الأخرى ، ولو نظرنا إلى العاملون بالمجلس ستجدهم جميعهم كفاءات شابه على أعلى مستوى من العلم والتدريب ، وأصبح جميعهم يتمتع بخبرات تراكمية إكتسبوها من رئيس مجلسهم هانى برزى ، ومن كم المعارض الخارجية والمحليه والبعثات التجارية وورش العمل ، وموائد العمل الهائلة التى إشتركوا فيها ، أو قاموا هم بتنظيمها .

النقطه الثانية التى يجب التوقف عندها ، أن وزير الإستثمار والتجارة عليه أن يتعامل مع المجالس التصديرية  كالمدير الفنى الذى يتعامل مع فرقة كرة قدم ، تم توفير كل عوامل النجاح لها وإحراز مراكز متقدمه ، فإذا قصر لاعب ، أو إذا قصرت الفرقه كلها وتخاذلت فى تحقيق المستهدف الذى تم وضعه لها فالإقصاء والإستبعاد يكون هو الحل والجزاء لأن عدد ممن يدخلون المجالس أصبحوا غير عابئين بها ويتخذونها فقط للوجاهه الإجتماعية فى دوائر المال والأعمال !

** شركات القطاع الخاص شركاء للحكومة

إذا نظرنا إلى أجندة أول مؤتمر لصادرات الصناعات الغذائية والذى سينطلق يوم الإثنين القادم سنجد أن شركات القطاع الخاص والبنوك شركاء أساسيون للحكومه ممثله فى وزارة الإستثمار والتجاره الخارجية وهذا يضحد بعض الأقاويل المسمومه التى تقول ان هناك إستبعاد لدور القطاع الخاص فى التنمية !!

تحمل الجلسات الأولى للمؤتمر عنوان الطريق إلى تحقيق المستهدفات التصديرية المأمولة للصناعات الغذائية، ومحاور الجلسة هو الدكتور أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة ، والمتحدثون فى هذه الجلسه هم المهندس حسن الخطيب – وزير الاستثمار والتجارة الخارجية واللواء مهندس عصام النجار رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، ويحيي الواثِق بالله رئيس جهاز التمثيل وعمرو الجنايني العضو المنتدب البنك التجاري الدولى CIB، وأشرف السيد وكيل المجلس التصديري للصناعات الغذائية ورئيس مجلس إدارة شركة نماء القابضة.

كما يتحدث فى الجلسه محمود بزان – وكيل المجلس التصديري للصناعات الغذائية ومدير عام مجموعه هيرو للصناعات الغذائيه في الشرق الأوسط ، وكريم أبو غالي رئيس مجلس إدارة شركة ريجينا ، وأحمد الأحول – الرئيس التنفيذي لشركة ترانسمار للنقل البحرى أما الجلسه الثانية للمؤتمر فستعقد تحت عنوان الصادرات من خلال تعزيز الصناعة.

محاور الجلسه هى الدكتورة مني الجرف – أستاذ بكلية االقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة والرئيس الأسبق لجهاز حماية المنافسة ، ويتحدث فى هذه الجلسه كلا من :

ياسر صبحى نائب وزير المالية ، والدكتور طارق الهوبي رئيس مجلس إدارة الهيئة لسلامة الغذاء ، والمهندس أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية بإتحاد الصناعات ، وعبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصالات الزراعية، والدكتوره ناهد يوسف رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية ، ودعاء سليمة المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، وهند عبد الاله مدير عام المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات  والعناصر الثقيلة في الأ غذية بمركز البحوث الزراعية و محمد عدلى القيعى ، مدير عام ائتمان الشركات والإستثمار الإسلامى ببنك مصر،وكريم بركة وكيل المجلس التصديري للصناعات الغذائية ومدير عام مجموعة صافولا مصر .