فشل صفقة استحواذ نيبون استيل اليابانية على U.S الأمريكية للصلب وسط مخاوف من حرب الأسعار

تقرير يكتبه – صلاح السعدنى

كانت التهديدات الكمية والسعرية التى تلقاها الولايات المتحده فى أسواقها من جانب الصين ” أكبر منتج ومصدر ” فى العالم أحد أهم المداخل لعملاق صناعة الصلب اليابانى وهى مجموعة نيبون إستيل للإستخواذ على شركة U.S steel corp الأمريكية والتى تعد ثانى أكبر شركة أمريكية منتجة للفولاذ ، والحديد الخام بعد شركة ” نوكور ” .

قدرت قيمة الصفقة بنحو 14.5 مليار دولار بواقع 55 دولار قيمة السهم الواحد .

تقع شركة U.S steel فى مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا ويرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1901 .

إحتلت الشركة الأمريكية المرتبة رقم 2.6 فى الإنتاج العالمى وكان ذلك عام 2008 .

ومع بدايات عام 2021 خططت الشركة الأمريكية لعمل مشروع جديد بالإعتماد على أفران القوس الكهربائى لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الصلب المسطح ، وحققت الشركه عام 2017 عائدات بلغت نحو 17 .5مليار دولار ، وارباح تعدت 2.5 مليار دولار .

يمتلك الشركة عددا من المساهمين منها شركات إستثمارية وافراد وهى مدرجة فى بورصة نيويورك.

** فشل الصفقه بسبب إعتراضات العمال

بعد تراجع أداء الشركة الأمريكية قامت مجموعة نيبون اليابانية بالدخول فى مفاوضات جاده مع مجموعة المساهمين بالشركة الأمريكية وأكد لهم اليابانيون انهم يتعهدون بأن يكون إنتاج الشركة الأمريكية بعد أن يستحوذوا عليها موجها لتعزيز صناعة الصلب الأمريكية، والتصدى للممارسات غير العادلة فى التجاره وعلى رأسها سياسات الإغراق الكمى والسعرى للأسواق الأمريكية والاوروبية .

أبدى المساهمون الأمريكية موافقتهم على بيع الشركة وتم تحديد قيمة الصفقة بنحو 14.5 مليار دولار ، ووصلت اخبار بيع الشركة إلى مسامع العمال فى الشركة الأمريكية والذين قاموا بالشكوى إلى نقابة عمال يونايتد لصناعة الصلب والذين إعترضوا على عملية البيع ، ورفعوا شكواهم إلى الإدارة الأمريكية بعملية الرفض ، وأستغلت مرشحة الحزب الجمهوري فى إنتخابات الرئاسة الأمريكية القادمه والتى ستجرى فى نوفمبر القادم كاملا هاريس ، والتى أعلنت من جانبها رفضها التام لبيع الشركة الأمريكية للصلب وتبنت شكوى نقابة يونايتد لعمال الصلب وتشير كل المؤشرات إلى فشل صفقة إستحواذ نيبون اليابانية على U.S الأمريكية بعدما اخذ الموضوع منعطفاً سياسياً .

 

**مخاوف أمريكية وأوروبية من حرب الأسعار

تشير كل المؤشرات والدلائل إلى أن هناك حربا تجارية مستترة قد إنطلقت بين الولايات المتحده الأمريكية وبعض البلدان الأوربية من جانب والصين من جانب آخر والسبب فى ذلك يعود إلى الكميات الهائلة من الصلب التى تصدرها الصين إلى الأسواق الأمريكية واوروبا عبر بعض البلدان ، وتعتمد الصين على أسعارها المنخفضه فى المقام الأول رغم المضايقات التى تلقاها من الاتحاد الاوروبى والذى سبق وأن فرض رسوما تقدر بنحو 18.1 على الصادرات الصينية ، إلا أن بكين لم تعبأ بهذه الرسوم ولا تزال تصدر للسوق الأوربية بأسعار تنافسية .

وكما فعلت أوروبا فعلت كندا وأمريكا ..أصبحت هذه الدول تخشى بكين بعد أن إرتفع حجم صادراتها إلى أكثر من150 مليون طن العام الحالى ، وهناك مخزونات رهيبة جعلت وزارة الصناعه والمعلومات هناك تصدر قرار بتعليق إنشاء مصانع جديدة للصلب بعد التباطؤ الشديد فى الإنتاج وتراجع الكميات الموجهه للبناء والمشروعات بجانب إرتفاع حجم المخزون الهائل .

يذكر أن الصين تحتل المركز الأول عالميا فى إنتاج الصلب بطاقات إنتاجية سنويه تصل إلى 1.1 مليار طن ويعادل إنتاجها نصف إنتاج العالم أو يزيد .