كواليس استحواذ جلوبال الإماراتية على 30% من الشرقية للدخان 

تقرير يكتبه – صلاح المصري

جلوبال اشترت السهم بزياده 8 جنيهات عن قيمته السوقية وفقا لسعر البورصة

رفض عرض جابان توباكو بسبب عدم قدرتها على تطوير صناعة التبغ مقارنة بـ “جلوبال” 

الشركه الإماراتيه أصبحت الحاكمة للشركة بعد تراجع حصة القابضة الكيماوية إلى 20.9%

 

بعد مرور أكثر من مائة وعشرة أعوام على وجود صناعة التبغ فى مصر وإنشاء الشركه الشرقيه للدخان لتحل محل الأرمن واليونانين الذين كانوا يسيطرون على تجارة الدخان فى مصر يتم رسم خريطه جديده لهذه الصناعه العتيقه والتى تتغير وتتبدل وتتقدم بسرعات متناميه وبمعطيات أكثر حداثه تدل على أن هذه الصناعه لم تعد هى الصناعه الملفوظه المرفوضه، وأنها العدو الأول والقاتل الأول للإنسان.

ويكفى أن أدلل على ذلك فى هذه النقطه الجوهريه بأن أوروبا كلها أصبحت مدخنه للأجيال الجديده من التدخين الإلكترونى الحديث بعد نجاح الشركات الكبرى المنتجه فى إنفاق مليارات الدولارات على الأبحاث المتقدمه بالتعاون مع خبراء الصحه العامه، ومعاهد التغذيه، ومراكز الأبحاث لإنتاج منتجات أقل ضررا وأكثر أماناً على صحة الإنسان.

حدود الخريطه الجديده لصناعة التبغ ومعالمها وضعها وهندس لها مستثمرون جادون وطامحون من دولة الإمارات وهى الأسرع نموا فى المنطقه العربيه كلها، أما مضمون خريطة صناعة التبغ الجديده ومعالمها خلال المرحله المقبله فتكمن فى التفاصيل التالية.

** التضخم عالميا وخلل الهيكله الماليه

منذ إندلاع جائحة كورونا وتوابعها مع حلول أوائل عام 2019 مرورا بالحرب الروسيه الاوكرانيه والمستمره إلى وقتنا هذا والعالم عن بكرة أبيه بما فيه البلدان الصناعيه الكبرى يعانى من خلل كبير فى إقتصادياته، وهناك شركات تعثرت ماليا، واخرى تخارجت من السوق ، وأخرى قامت بتخفيض نفاقاتها وضغطها خشية السقوط والوقوع فى براثن الإفلاس المميت .

ولم تقتصر هذه الموجات التقشفيه على الشركات ، بل إمتدت الى كثيرا من الحكومات التى قامت بضغط نفاقاتها هى الأخرى لإحداث نوع من التوازن بين المصروفات والتدفقات النقديه لديها لعدم وجود فجوات كبيره سواء فى ميزان المدفوعات او الميزان التجارى.

مع كل هذه المستجدات والمعطيات السلبيه كان على الحكومه المصريه أن تبحث عن مخارج آمنه وحلول بديله وسريعه تتصف بالجرأه الشديدة على طريقة الجراحين لإنقاذ الإقتصاد ما قد يعرضه لإنتكاسات كبيره لا يقوى على النهوض منها، وكان أحد هذه المخارج والحلول هو طرح عدد من الشركات فى البورصه المصريه بهدف توسيع نطاق الملكيه للأفراد والمستثمريين محللين وأجانب ، وإنعاش البورصه ، وجذب الإستثمارات الإجنبيه خاصة فى ظل أزمة الدولار بعد لجوء الحكومه إلى إتخاذ إجراءات للحد من الواردات التى كانت تغرق السوق المحلى وتتسبب فى ضياع جزء كبير من موارد البلاد من النقد الأجنبى، الأمر الآخر هو تحديث وتطوير الشركات وتعديل هياكلها الماليه فى ظل الأزمات الإقتصاديه الكبيره بالعديد من بلدان العالم.

** الشرقيه للدخان تدخل مرحله جديده

فى الثالث من مارس من عام 2019 طرحت الحكومة المصرية حصة نسبتها 4.5% من أسهم الشرقية للدخان بالبورصة وكانت الصفقه من نصيب رجل الأعمال الإماراتى محمد العبار ومعه مستثمرون سعوديون حيث يسعى “العبار” للسيطره على عدد من أسواق التبغ فى عدة دول بالمنطقه منها مصر والعراق وجمعت الحكومه المصريه ما يصل إلى 1.6 مليار جنيه من قيمة الصفقه.

ووقتها ارسلت الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) إلى البورصه المصريه تخطرها بتفاصيل الصفقه وان عملية الطرح العام قد تم تغطيتها لبيع 5% من إجمالي الأسهم المطروحة تعادل 5 ملايين سهم بنحو 4.3 مرة مع نهاية الاكتتاب وذلك بسعر نهائي يبلغ 17 جنيها للسهم.

كما افادت الشرقيه للدخان البورصه بأن عملية الطرح الخاص قد تم تغطيته لبيع حد أقصى من الأسهم بعدد 96,187,500 تمثل نسبة 95% من عدد الأسهم المطروحة للبيع والتي تمثل 4.275% من إجمالي أسهم رأس مال الشركة، بسعر 17 جنيهًا، وتم تغطيته 1.8 مرة.

بعد هذه الصفقه اشتدت الأزمات العالميه وتسببت الحرب الروسيه الاوكرانيه فى تفاقم أزمة التضخم ،وارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج ونولون النقل بشكل كبير للغايه وتزامن ذلك مع اندلاع أزمة الدولار العنيفه، ما أدى إلى عجز الشركه الشركه الشرقيه للدخان عن توفير ما يزيد على 300 مليون دولار لإستيراد التبغ الخام والآلات والمعدات فى ظل وجود عماله ضخمه للغايه يزيد عددها على أكثر من 11 ألف عامل وهو الأمر الذى اضطرت معه الشركه القابضه الكيماويه إلى تنفيذ برنامج للتخارج الإختيارى للعاملين .

ولم تفلح كل هذه الحلول لإنقاذ الشرقيه للدخان من عثرتها ولذا إرتأت الحكومه طرح 30% من حصة القابضه الكيماويه للإكتتاب بالبورصه من جديد بهدف توسيع قاعدة الملكيه كما سبق واشرنا، وتعزيز فرص الاستثمار ،وإصلاح الهيكل المالى للشركه ،وفوق كل ذلك نقل صناعة التبغ إلى مرحلة نمو وتقدم بأفكار ورؤيه جديده ،وبتكنولوجيا تصنيع أكثر حداثه.

** صفقة جلوبال نمو للصناعه وجذب للإستثمار

بعد إعلان الحكومه عن بيع حصه جديده من أسهم القابضه الكيماويه فى الشرقيه للدخان، كانت 50.9% قبل صفقة العبار تقدم لشراء الحصه الجديده ثلاثه عمالقه هم، فيليب موريس وكان عرضها 300 مليون دولار ، والشركه اليابانيه جابان توباكو وكان عرضها ضعف عرض فيليب موريس 600 مليون دولار ولكن جابان توباكو تعانى من تراجع ملحوظ فى مبيعاتها ومنتجاتها بالسوق المحلى منذ رحيل ايمن العباسى إلى جابان توباكو الخرطوم، وقد يكون ذلك السبب هو احد اسباب الرفض !، ثم جاء عرض جلوبال القابضه الإماراتيه وهو 625 مليون دولار ، بالإضافه إلى مستثمر خليجى آخر تم إستبعاده، وكانت الصفقه فى النهايه من نصيب جلوبال القابضه الاماراتيه التى يمتلكها محمد العبار وابو بكر عبد الله الحسينى مع أهمية الإشاره إلى أن سعر سهم الشرقيه للدخان فى البورصه وقت عملية البيع كان لا يتعدى21.5 جنيها، اما عند البيع فقد تم بيع السهم بنحو 29 جنيها بزياده 8 جنيهات عن سعره الرسمى بالبورصه المصريه .

من المنتظر بعد إتمام عملية الإستحواذ حدوث عدة تغييرات جوهريه على هيكل الملكيه والإداره حيث من المؤكد دخول نحو ثلاثة أعضاء جدد من شركة جلوبال لعضوية مجلس الإداره فى اجتماع الجمعيه العمومية القادم ، وخروج ثلاثة او خمسة وجوه من القابضه الكيماويه منهم ثلاثه ممثلين عنها فى المجلس ، واثنين كانت تقوم بتعيينهم من اتحاد المساهمين.

وقد يطول التغيير ثلاث مناصب هامه هى منصب رئيس مجلس الإداره والذى يشغله حاليا تامر جادلله ، ومنصب العضو المنتدب والذى يشغله حاليا هانى امان والذى أصبح إسمه مدونا فى هيكل الملكيه وفق المعلومات الرسميه الصادره عن البورصه بعد شراءه لنحو 70 ألف سهم من الشرقيه لتصل حصته فى هيكل الملكيه إلى 0.0031 % ، والمنصب الثالث هو منصب جمال محرم عضو مجلس الإداره والموجود فى هذا المنصب من عشرات السنوات ، والمدرج اسمه فى هيكل الملكيه هو الآخر بحصه تصل نسبتها إلى 0.0006% !!!.