تحليل.. مصانع الدرفله تعيد سيناريو 2019 بعد الإرتفاعات الجنونية للخامات والمسطحات
تحليل يكتبه - صلاح السعدنى |
فى عام 2019 كانت المصانع المتكامله تشكو من الارتفاع الكبير فى حجم الواردات سواء من البليت أو المنتج النهائى لحديد التسليح وكان السوق المحلى فى مصر من أكبر اربع مستوردي البليت التركى تحديدا وفقا لمركز الإحصاء التركى، حيث جاءت مصر فى المركز الرابع كأكبر مستورد للبليت التركى بعد دول المغرب التى جاءت فى المركز الأول بواردات بليت تصل إلى 264 ألف طن ، ثم تونس ، ثم المملكه العربيه السعوديه، ثم مصر بواردات بليت تتخطى رقم ال 230 الف طن، والغالبيه العظمى من هذه الكميات المستورده من البليت إستوردها تجار ومصانع درفله.
بعد تزايد حجم الواردات من البليت وقبله حديد التسليح رأت المصانع المتكامله وشبه المتكامله واهمها على الإطلاق، مجموعة عز ، بشاى ، السويس للصلب ، المراكبى ان تزايد وتدفق الواردات قد الحق بها ضررا بالغا، ومن ثم طالبت الدوله بفرض رسوم وقائية على الواردات من البليت وقدمت دفوعها فى هذه القضيه التى تثبت بالأرقام حجم الضرر الواقع عليها وبعد مناقشات مستفيضه، فرضت الحكومه رسوم وقائية متدرجه على الواردات من البليت الوارد للسوق المحلى تبدأ من 16 % و تستمر حتى عام 2022.
إرتفاعات كبيره فى أسعار الخامات عالمياً
تسببت الإرتفاعات المتواليه فى أسعار الخامات الرئيسية لإنتاج الصلب عالميا وهى خام الحديد ، والخرده، والبليت وهى الارتفاعات التى لم تحدث من عام 2014 لأسباب متعدده ومتنوعه بعضها طبيعيه وبعضها ذات طابع سياسى وتجارى فى إرتفاع أسعار المنتجات النهائيه وعلى راسها حديد التسليح والمسطحات المدرفله على الساخن والبارد، ،أو الصاج.
تسبب الصعود فى أسعار الخامات أو المنتج النهائى فى عدم قدرة مصانع الدرفله على الإستمرار فى الإنتاج بهذه التكلفه الباهظه وهنا يصعد إلى ذهنى المشهد الذى حدث عام 2019 بإتحاد الصناعات وكنت شاهد عيان عليه عندما إجتمعت غرفة الصناعات المعدنيه عن بكرة أبيها برئاسة جمال الجارحى رئيس الغرفه رافضة قرار الحكومه بفرض رسوم على البليت المستورد ،ورافضةً فى الوقت نفسه عرض المصانع المتكامله بتوفير البليت لهم باسعار مناسبه ، ومرت الأيام وجاء اليوم الذى تشكو فيه مصانع الدرفله من النقص الحاد فى البليت وخام الحديد مع الإشارة إلى أن قرار الحكومه بفرض رسوم وقائيه على الواردات من البليت أدى إلى تراجع كبير فى حجم الواردات ولم تتعدى الكميات التى تم إستيرادها بعد تطبيق القرار نحو 15.5 الف طن ، وها هى مصانع الدرفله تشكو حالياً من عدم قيام المصانع المتكامله بتوفير البليت لهم بسعر مناسب فى الوقت الذى تضرب فيه المصانع المتكامله أخماساً فى اسداس بسبب التكاليف الكبيره فى الإنتاج نتيجة الصعود المجنون فى أسعار الخامات !
صعود أسعار الحديد والمكورات واللفائف
عالمياً ..جاءت أسعار حديد التسليح ، واللفائف خاصة على الساخن، والمكورات باهظه، فى الوقت الذى هبطت فيه أسعار الخرده بشكل طفيف للغايه ، واستقرت أسعار البليت مقارنة بالإسبوعين الماضيين من شهر يناير الحالى .
سجلت أسعار الخرده نحو 470 دولار للطن ، أما المكورات فقد صعدت فى الصين وسجلت 173 دولار للطن ” فوب” وهو أعلى سعر يحققه من عام 2013 , وعام 2014 ، أما أسعار البليت فقد سجلت فى تركيا نحو 620 و630 دولار للطن ، و585دولار للطن فى اوكرانيا ونفس السعر فى روسيا .
اما حديد التسليح فقد تراوح سعره بين 660 و 670 دولار للطن ” فوب” بأوكرانيا، و640 و 650 دولار للطن فى تركيا .
** الوضع العالمى غير مستقر
كل الشواهد والدراسات النظريه وتطورات الأسعار عالميا تجعل أعتى خبراء العالم فى مجال الصلب عاجزاً عن التنبؤ بما سيحدث غدا فى الاسواق العالميه خاصة أن هناك عوامل سياسيه تتدخل فى مثل هذه القضايا كالحرب البارده الدائره حاليا بين أستراليا والصين ، والأولى هى أكبر مصدر للخامات فى العالم وتصدر أكثر من 900 مليون طن ، والثانيه هى أكبر مستورد فى العالم وتتخطى وارداتها من الخامات نحو المليار طن سنويا وكل هذه الأرقام المفزعه تؤثر على عوامل التكاليف وإنتاجية المصانع الأخرى للصلب حول العالم ومنها المصانع المصرية التى لجأت مؤخرا الى التسعير بشكل شيه يومى بعد ان كانت تعلن اسعارها بشكل شهرى ،ثم تطور الوضع لكل اسبوعين ،ثم تطور الوضع اكثر واصبح بشكل شبه أسبوعى، ثم بشكل شبه يومى نظرا للتقلبات المثيره والمدهشه للأسعار فى البورصات العالميه، ومع تكاليف التشغيل والإنتاج وتطورات الأسعار العالميه لا تسأل المصانع المحليه عن القرارات الوزاريه الحكوميه المنظمه لإعلان الأسعار!