المتحدة تحتكر السوق المصري وتقضى على آمال الشركات الدولية للاستثمار فى صناعة الدخان

تقرير يكتبه – صلاح السعدنى

تشير كل الدلائل إلى أن المستقبل القريب لصناعة التبغ فى مصر سيشهد تغيرات جذرية بعد دخول فيليب موريس السوق  المصرى كمنتج ومصنع بعد حصول شركتها المتحدة للتبغ على ترخيص بموافقة الحكومة للتصنيع بعيدا عن وصاية   الشركه الأم  فى مصر وهى الشرقية للدخان والتى كانت تقوم بالتصنيع لشركة فيليب موريس بموجب تعاقد وصلت قيمته  فى السنوات الثلاث الأخيره إلى 150 مليون دولار كانت تسددها فيليب موريس للشرقية للدخان أقدم شركة للتبغ على المستوى العربى والقارى حيث يرجع تاريخ إنشاؤها إلى عام 1920.

 

بدخول المتحدة الإماراتية للتبغ السوق المصرى الذى يستهلك سنويا نحو 80 مليار سيجارة سنويا ستتجه بوصلة احتكار السوق المحلى إلى شركة المتحدة لتعيد تكرار سيناريو الجزائر عندما استولت المتحدة التابعة لفيليب موريس عام 2005 على شركة التبغ الجزائرية بعد محاولات لإضعافها وتفتيتها حتى تتمكن من السيطرة والاستحواذ عليها ونجحت المتحدة   فى تنفيذ هذا السيناريو بمعاونة رجال أعمال فى النظام السابق للرئيس عبد العزيز بوتفليقه رغم أن الشركة الجزائرية  كانت من أنجح الشركات على مستوى منطقة الشرق الأوسط والقارة الافريقية، وبعد استحواذ المتحدة على الشركة  الجزائرية بسعر بخس حققت أرباحا تجاوزت ربع المليار دولار سنويا ما أدى بعد ذلك إلى خلق حالة من التوتر فى العلاقة بين الإمارات والجزائر.

 

** السيطره على السوق

تهدف فيليب موريس من خلال وكيلها المتحدة للتبغ إلى السيطرة والاستحواذ واحتكار السوق المحلى رغم مشاركة الشرقية للدخان بنسبة 24% فى الشركه الجديدة كما فعلت فى السوق الجزائرى كما سبق الإشاره.

 

كما تسعى فيليب موريس من خلال شركتها الجديدة إلى الاستحواذ الكامل مستقبلا على الشرقية للدخان خاصة وأن كراسة  الشروط التى وضعتها وصاغتها هيئة التنمية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والخاصة بالمزايده التى  طرحتها العام الماضى لمنح رخصه جديده لتصنيع السجائر فى السوق المصرى أعطتها الحق فى الاستحواذ وشراء  المعدات والآلات الخاصة بالشرقيه للدخان وهو الأمر الذى بدأت المتحدة للتبغ فى تنفيذه بالفعل، حيث تضمن الاتفاق الموقع بين المتحدة والشرقية للدخان استخدام المتحده لآلات ومعدات الشرقية للدخان لمدة 3 سنوات ويبدأ تنفيذ ذلك من العام القادم.

 

ووفقا لمصادر عاملة فى قطاع التبغ فى مصر، فإن خسائر كبيرة لحقت بالخزانة العامة للدولة، حيث فقدت سنويا 150 مليون دولار وهى مقابل تصنيع الشرقية للدخان منتجات فيليب موريس فى مصر مع الإشارة إلى أن هذه المبالغ كانت تزداد سنويا وفقا لعقود مبرمة بين الطرفين علما بأن الأصناف التى كانت تقوم بتصنيعها الشرقيه للدخان لصالح فيليب موريس هى ميريت، ومارلبورو، وإل. إم.